Telegram Group & Telegram Channel
واذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور.

وروى الإمام مسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال:
لا يقبل الله صلاة بغير طُهور، ولا صدقة من غُلول، أي من مال حرام.

وروى الإمام الترمذي وابن خزيمة وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك فيه، ومن جمع مالاً حراماً ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه

وقال عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: لا يقبل الله صلاة امرىء في جوفه حرام.
وقال وهيب بن الورد رحمه الله تعالى: لو قمت مقام هذه السارية، لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل بطنك حلال أو حرام.
وقال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: العبادة مع أكل الحرام كالبناء على أمواج البحار.
وقال سفيان الثوري: من أنفق الحرام في الطاعة فهو كمن طهر الثوب بالبول، والثوب لا يطهره إلا الماء، والذنب لا يكفِّره إلا الحلال.

ولا يقف الأمر عند عدم قبول الأعمال، بل يتعداه إلى أن الكسب الحرام من أسباب اللعن والطرد من رحمة الله تعالى.
فقد روي عن النبي ﷺ أنه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه،

وقال عليه الصلاة والسلام: لعن الله الراشي والمرتشي.

وقال عليه الصلاة والسلام: لعن الله السارق يسرق البيضة ويسرق الحبل.

وقال عليه الصلاة والسلام: لعن الله الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها، وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه، وشاربها وساقيها.

هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تحذير لتجار يأكلون الحرام مع أنهم يأتون المساجد، أو يتبرعون لأعمال خير، فيوهمون أنفسهم أنهم على صواب وأنهم لا يأتون سوءا وأن هذا يغطي هذا، ويبررون أن ما يكسبونه من المال الحرام إنما هو عمل تجاري محض، تقتضيه التجارة، ولا علاقة للعبادة والصلاة به ،

وهذه بعض صور المال الحرام:

فالذين يبيعون الثياب الفاضحة التي لا تستر جسد المرأة وتُبدي أجزاء من بدنها، ويبيعون البناطيل الممزقة، إنما يأكلون المال الحرام، ويطعمونه أهليهم وأولادهم، ولا يقولنَّ أحد: إن هذه الثياب إنما هي للمرأة في بيتها، فهذه حجة واهية الواقع يكشف زيفها وكذبها.

والذين يقرضون غيرهم بالربا، أو يقترضون من البنوك بالربا، إنما يأكلون المال الحرام ويطعمونه أهليهم وأولادهم، وهم يفتون لأنفسهم أو يعتمدون على فتاوى شاذة من بعض من يتصدر للفتوى من الشيوخ تحت تبريرات ومصطلحات غير صحيحة ، هؤلاء يحلون ما حرَّمه الله تعالى، مع أن الحلال بيِّن والحرام بيِّن، كما ذكر النبي ﷺ
ولو رجع المرابون إلى قلوبهم لأنكرت قلوبهم أعمالهم، ولأحسُّوا بالقلق والريبة، لأن القلب معيار، كما قال عليه الصلاة والسلام: والإثم ما حاك في نفسك، أي اضطرب القلب به ، وأما إذا لم تضطرب القلوب للحرام، فمعنى ذلك أن القلب قد مات، والإحساس بالحرام قد مات، وهذا من أخطر أحوال الإنسان.

والذي يغش في بيعه ، ويبيع بضاعة فاسدة، وخاصة تلك التي لا يدركها الزبون، كحال من يبيع لحماً فاسداً أو لحم حيوان غير الغنم والضأن والابل والبقر، كما قد عثر على من كان يبيع لحم حمير، فهو يفرمه ويضع عليه البهارات التي تضيع حقيقته، إلى غير ما هنالك.

والحرفي الذي يحتال في صنعته ولا يصدق ولا ينصح في إصلاح آلة أو جهاز أو سيارة أو يدعي وجود عطل في جهاز السيارة مثلاً، من أجل تغييره وأخذ ثمنه، ويكون في الواقع يمكن إصلاحه ولا يحتاج إلى تغيير إنما يأكل المال الحرام،

وكل صنعة وحرفة لها أسرارها التي لا يعرفها إلا أصحاب هذه الحرفة والصنعة، وتغيب معرفتها عن الناس.
فمن يستغل جهل الناس وينال منهم مالاً بغير حق إنما يأكل المال الحرام ويطعمه أهله وأولاده.

والذي يروِّج لبضاعته بإعلانات ودعايات غير مشروعة، كأن يروج باستخدام صور نساء متبرجات، أو من تسمي نفسها: محجبة، إنما يأكل المال الحرام، وهذا أصلاً يُنافي التكريم الذي كرم الله تعالى به المرأة وحماها وحفظها ونأى بها أن تكون سلعة أو أداة ووسيلة لترويج البضائع والسلع، صفحات كثيرة وإعلانات عديدة تستخدم الفتيات في التسويق للأزياء بشتى أنواعها وغيرها من البضائع.

ومن الكسب الحرام عرض سلع تخدش الحياء، مثل عرض صور الملابس الداخلية(اللانجري) وعمليات التجميل غير المنضبطة بضوابط الشريعة.

ومن الكسب الحرام إضفاء أوصاف غير حقيقية على السلعة، أو أوصاف مبالغ فيها، أو يُقال عنها أصلية أو من البلد الفلاني، وهي غير ذلك.

وثمة صرعة من صرعات هذا الزمان، وهي التسويق من خلال المشاهير الذين لديهم عدد كبير من المتابعين(وهو الذي يسمى اليوتيوبر)، يستأجره صاحب السلعة ليروج لبضاعته ويضفي عليها صفات الجودة والروعة، وتكون البضاعة رديئة وسيئة، أو يكون ما يقدمه هذا اليوتيوبر محتوىً تافهاً أو غير لائق.



tg-me.com/NaeemEreksosi/940
Create:
Last Update:

واذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور.

وروى الإمام مسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال:
لا يقبل الله صلاة بغير طُهور، ولا صدقة من غُلول، أي من مال حرام.

وروى الإمام الترمذي وابن خزيمة وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك فيه، ومن جمع مالاً حراماً ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه

وقال عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: لا يقبل الله صلاة امرىء في جوفه حرام.
وقال وهيب بن الورد رحمه الله تعالى: لو قمت مقام هذه السارية، لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل بطنك حلال أو حرام.
وقال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: العبادة مع أكل الحرام كالبناء على أمواج البحار.
وقال سفيان الثوري: من أنفق الحرام في الطاعة فهو كمن طهر الثوب بالبول، والثوب لا يطهره إلا الماء، والذنب لا يكفِّره إلا الحلال.

ولا يقف الأمر عند عدم قبول الأعمال، بل يتعداه إلى أن الكسب الحرام من أسباب اللعن والطرد من رحمة الله تعالى.
فقد روي عن النبي ﷺ أنه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه،

وقال عليه الصلاة والسلام: لعن الله الراشي والمرتشي.

وقال عليه الصلاة والسلام: لعن الله السارق يسرق البيضة ويسرق الحبل.

وقال عليه الصلاة والسلام: لعن الله الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها، وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه، وشاربها وساقيها.

هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تحذير لتجار يأكلون الحرام مع أنهم يأتون المساجد، أو يتبرعون لأعمال خير، فيوهمون أنفسهم أنهم على صواب وأنهم لا يأتون سوءا وأن هذا يغطي هذا، ويبررون أن ما يكسبونه من المال الحرام إنما هو عمل تجاري محض، تقتضيه التجارة، ولا علاقة للعبادة والصلاة به ،

وهذه بعض صور المال الحرام:

فالذين يبيعون الثياب الفاضحة التي لا تستر جسد المرأة وتُبدي أجزاء من بدنها، ويبيعون البناطيل الممزقة، إنما يأكلون المال الحرام، ويطعمونه أهليهم وأولادهم، ولا يقولنَّ أحد: إن هذه الثياب إنما هي للمرأة في بيتها، فهذه حجة واهية الواقع يكشف زيفها وكذبها.

والذين يقرضون غيرهم بالربا، أو يقترضون من البنوك بالربا، إنما يأكلون المال الحرام ويطعمونه أهليهم وأولادهم، وهم يفتون لأنفسهم أو يعتمدون على فتاوى شاذة من بعض من يتصدر للفتوى من الشيوخ تحت تبريرات ومصطلحات غير صحيحة ، هؤلاء يحلون ما حرَّمه الله تعالى، مع أن الحلال بيِّن والحرام بيِّن، كما ذكر النبي ﷺ
ولو رجع المرابون إلى قلوبهم لأنكرت قلوبهم أعمالهم، ولأحسُّوا بالقلق والريبة، لأن القلب معيار، كما قال عليه الصلاة والسلام: والإثم ما حاك في نفسك، أي اضطرب القلب به ، وأما إذا لم تضطرب القلوب للحرام، فمعنى ذلك أن القلب قد مات، والإحساس بالحرام قد مات، وهذا من أخطر أحوال الإنسان.

والذي يغش في بيعه ، ويبيع بضاعة فاسدة، وخاصة تلك التي لا يدركها الزبون، كحال من يبيع لحماً فاسداً أو لحم حيوان غير الغنم والضأن والابل والبقر، كما قد عثر على من كان يبيع لحم حمير، فهو يفرمه ويضع عليه البهارات التي تضيع حقيقته، إلى غير ما هنالك.

والحرفي الذي يحتال في صنعته ولا يصدق ولا ينصح في إصلاح آلة أو جهاز أو سيارة أو يدعي وجود عطل في جهاز السيارة مثلاً، من أجل تغييره وأخذ ثمنه، ويكون في الواقع يمكن إصلاحه ولا يحتاج إلى تغيير إنما يأكل المال الحرام،

وكل صنعة وحرفة لها أسرارها التي لا يعرفها إلا أصحاب هذه الحرفة والصنعة، وتغيب معرفتها عن الناس.
فمن يستغل جهل الناس وينال منهم مالاً بغير حق إنما يأكل المال الحرام ويطعمه أهله وأولاده.

والذي يروِّج لبضاعته بإعلانات ودعايات غير مشروعة، كأن يروج باستخدام صور نساء متبرجات، أو من تسمي نفسها: محجبة، إنما يأكل المال الحرام، وهذا أصلاً يُنافي التكريم الذي كرم الله تعالى به المرأة وحماها وحفظها ونأى بها أن تكون سلعة أو أداة ووسيلة لترويج البضائع والسلع، صفحات كثيرة وإعلانات عديدة تستخدم الفتيات في التسويق للأزياء بشتى أنواعها وغيرها من البضائع.

ومن الكسب الحرام عرض سلع تخدش الحياء، مثل عرض صور الملابس الداخلية(اللانجري) وعمليات التجميل غير المنضبطة بضوابط الشريعة.

ومن الكسب الحرام إضفاء أوصاف غير حقيقية على السلعة، أو أوصاف مبالغ فيها، أو يُقال عنها أصلية أو من البلد الفلاني، وهي غير ذلك.

وثمة صرعة من صرعات هذا الزمان، وهي التسويق من خلال المشاهير الذين لديهم عدد كبير من المتابعين(وهو الذي يسمى اليوتيوبر)، يستأجره صاحب السلعة ليروج لبضاعته ويضفي عليها صفات الجودة والروعة، وتكون البضاعة رديئة وسيئة، أو يكون ما يقدمه هذا اليوتيوبر محتوىً تافهاً أو غير لائق.

BY 🌒دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق 🌘


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/NaeemEreksosi/940

View MORE
Open in Telegram


دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

A project of our size needs at least a few hundred million dollars per year to keep going,” Mr. Durov wrote in his public channel on Telegram late last year. “While doing that, we will remain independent and stay true to our values, redefining how a tech company should operate.

What Is Bitcoin?

Bitcoin is a decentralized digital currency that you can buy, sell and exchange directly, without an intermediary like a bank. Bitcoin’s creator, Satoshi Nakamoto, originally described the need for “an electronic payment system based on cryptographic proof instead of trust.” Each and every Bitcoin transaction that’s ever been made exists on a public ledger accessible to everyone, making transactions hard to reverse and difficult to fake. That’s by design: Core to their decentralized nature, Bitcoins aren’t backed by the government or any issuing institution, and there’s nothing to guarantee their value besides the proof baked in the heart of the system. “The reason why it’s worth money is simply because we, as people, decided it has value—same as gold,” says Anton Mozgovoy, co-founder & CEO of digital financial service company Holyheld.

دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق from us


Telegram 🌒دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق 🌘
FROM USA